ملابسات الانفجارات
سمع سكان غرب العاصمة الإيرانية، مساء الجمعة 13 يونيو 2025، دوي انفجارات عنيفة هزّت أرجاء الأحياء الواقعة قرب ضاحية قصر غيت، تلتها موجات أخرى في مناطق متعددة، وسط حالة من الفوضى والهلع عقب دقائق من بدء الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أهدافاً غير محددة حتى اللحظة. ويشير شهود عيان إلى تصاعد أعمدة الدخان الكثيف فوق سماء المنطقة، وانقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء بالكامل. .
طبيعة الأهداف المستهدفة
لم تصدر السلطات الإيرانية أي بيان رسمي يحدد مواقع الضربات بدقة، لكن مصادر محلية تحدثت عن تعرض منشآت صناعية وحيوية تقع غرب طهران لضربات مكثفة، فيما رجحت بعض التقارير الأولية أن تكون مستودعات ذخيرة وورش إصلاح مدنية استهدفت عن طريق الخطأ، وقد أُخليت معظم المباني المحيطة تحسباً لأي انفجارات ثانوية.
رد الفعل الإيراني الرسمي
عقب الانفجارات بساعات، ذكرت وكالة “فارس” أن إيران استدعت السفير السويسري، ممثل المصالح الأميركية في طهران، لتقديم احتجاج رسمي على الغارات، وطلبت إيضاحات حول الدوافع والقرارات المتخذة، مؤكدة أن مثل هذه العمليات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، وستُعِدّ رداً مناسباً في الوقت والمكان المناسبين. .
تأثير الحادثة على الوضع الأمني
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وطهران منذ الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على مواقع داخل إيران قبل يومين، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين، وهو ما دفع الجيش الإيراني إلى رفع حالة التأهب على طول الحدود الغربية وتكثيف تدريبات الدفاع الجوي داخل الأجواء الإيرانية.
تداعيات اقتصادية محلية
أدت الانفجارات إلى تعطّل حركة النقل والإمدادات في غرب المدينة، حيث أغلقت السلطات شوارع رئيسية تحسباً لانتشار الحرائق أو حدوث انفجارات إضافية إثر تضرر المخازن، فيما أعلنت عدد من الشركات الصناعية القريبة تعليق العمل اليومي، مع تضرر بعض خطوط أنابيب الغاز والقطاع الكهربائي في المناطق المجاورة التي تعاني أصلاً من ضغوط كبيرة خلال موجة الحر الحالية.
استنفار الطبابة والطوارئ
سرعان ما انتشرت فرق الدفاع المدني وسيارات الإسعاف على مقربة من أماكن الانفجارات، حيث تعامل الطاقم الطبي مع عشرات الإصابات نتيجة شظايا الأمكنة القريبة، وحالات اختناق ناتجة عن استنشاق الدخان الكثيف، فيما تم نقل بعض المصابين إلى مستشفى “شهيد رجائي” ومستشفى “شهيد تقي بور”، وسط استنفار أمني لتأمين المستشفيات ومنع شن أي عمليات تخريبية على المناطق الطبية.
تحليل الخبراء العسكريين
يرى المحلل العسكري اللواء المتقاعد، رضا شاهوردى، أن إيران قد تواجه صعوبة في تحديد سقف الرد المناسب على هذه الغارات، خصوصاً مع حساسية الموقع الجغرافي للمنطقة المستهدفة القريبة من قلب العاصمة، وهو ما يضع طهران أمام معضلة سياسية وعسكرية، إذ إن أي رد مباشر ومكافئ قد يفتح الباب أمام تصعيد إسرائيلي أكبر. وتشير تقديراته إلى احتمال استهداف طهران منشآت للطاقة أو الاتصالات في المرحلة المقبلة.
ردود أفعال دولية
عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد من هذا التصعيد العسكري الخطير الذي يهدد استقرار المنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات، فيما حثت الولايات المتحدة في بيان مقتضب على خفض حدة التصعيد، وحذرت من “انزلاق غير محسوب” قد يقود إلى مواجهة عسكرية واسعة تشمل دولاً أخرى في الشرق الأوسط.
انعكاسات على أسواق النفط والغاز
فور إعلان نبأ الانفجارات، شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً تجاوز 1.5% قبل أن تعود للتراجع، لكن مخاوف المستثمرين بقيت قائمة حول إمكانية تمدد الصراع ليطال خطوط تصدير النفط والغاز من الخليج إلى أوروبا، وهو ما دفع بعض الشركات العالمية إلى إعادة تقييم مخاطر المشاريع المشتركة في إيران وسط التهديدات المستمرة.
السيناريوهات المحتملة
يحذر محللون من احتمال استهداف الحرس الثوري منشآت استراتيجية إسرائيلية داخل سوريا أو العراق، كردّ جزئي يراعي تفادي ضربة تصعيد غير متحكمة، بينما تبقى السيناريوهات الأكثر تصعيداً مفتوحة، إذ قد تشهد الأيام المقبلة تبادلاً مكثفاً للضربات الجوية ونشاطاً استخباراتياً في المنطقة.
حالة الطوارئ في طهران
أعلنت محافظية طهران حالة الطوارئ في المناطق الغربية، مع استمرار فرض حظر تجوال جزئي ليلي لحماية السكان ومنع عمليات التخريب، كما أُغلقت المدارس والجامعات مؤقتاً في تلك الأحياء، تحسباً لأي احتكاكات شعبية أو أعمال شغب قد تنشأ على خلفية هذه الأحداث المفاجئة.
مكانة الحادث في طريق الاتفاق النووي
يؤكد متابعون أن هذه الغارات قد تعرقل محادثات إحياء الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية، خاصة مع تشديد الخروقات للضوابط العسكرية داخل إيران، ما قد يدفع المزيد من الدول الأوروبية للإعلان عن فرض عقوبات إضافية، وهو ما يزيد من الضغوط على المفاوضات الدبلوماسية.
اتجاه العلاقة الإيرانية–الإسرائيلية
تعكس هذه التطورات عمق التوتر بين طهران وتل أبيب، إذ إن إسرائيل تستهدف منذ أشهر منشآت إيرانية حيوية للاستنزاف التدريجي لقدرات إيران العسكرية، بينما تصر طهران على تعزيز دفاعها الجوي وتطوير صواريخ أرض–جو بعيدة المدى لترسيخ الردع الاستراتيجي.
خاتمة مفتوحة للتوقعات
يبقى الغموض يكتنف عدد الضحايا الحقيقي والتأثير الفعلي على بنية المدينة التحتية، مع ترقب حذر من سكان طهران لأي جولة تصعيدية قادمة، وقد أعلنت القوات المسلحة الإيرانية أنها ستكشف تفاصيل الرد الملائم في بيان قادم خلال الساعات المقبلة، بينما يترقب الجميع ما إذا كانت طهران ستختار ميدان الدبلوماسية أو ساحة المعارك.